احجز لنفسك قنديلا تحت العرش

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله .

" إن أرواح الشهداء في جوف طير خضر , لها قناديل معلقة بالعرش , تسرح من الجنة حيث شاءت , ثم تأوي إلى تلك القناديل "

هلا تأملت أخية كلام الصادق المصدوق – صلى الله عليه و سلم - !

في جوف طير أخضر .. يأوي إلى قنديل ذهبي .. معلق بعرش المولى جل جلاله .. تهب عليه نسمات الجنان , ليتألق نورا و بهاءاً

فأي حياة تلك !

و أي نعيم ذاك !

و أي حرمان نحن فيه هنا !

هل سمعت المصطفى صلى الله عليه و سلم و هو يقول : " رأيت الليلة رجلين أتياني فصعدا بي الشجرة , فأدخلاني دارا هي أحسن و أفضل لم أر قط أحسن منها , قالا : أما هذه الدار فدار الشهداء " .

وقبل كل هذا , هل تعلمين أن الشهيد لا يموت , بل هو حي في الدنيا , حي في البرزخ , حي يوم القيامة .. لا يعرف الموت أبدا .. قال الله تعالى : ( و لا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات , بل أحياء و لكن لا تشعرون ) .

و لكن قد تسألين : كيف السبيل إلى الشهادة و أنا امرأة .. من الخوالف .. القواعد ..

أنّى لي بطريق الشهادة ؟!!!

و لكن قبل أن أجيبك أقول لك :

هل تأملت أن أول من نال شرف الشهادة في الإسلام كان

..... امرأة ؟

سمية بنت خياط ..

لله درها !

الجبل الشامخ , و الإباء الصلب ..

تحملت أقسى العذاب من رأس الكفر , عدو الدين اللدود , أبي جهل ..

لكنها ظلت صامدة بعقيدتها , صامدة بإيمانها , و العذاب ينهال عليها ,

و لم تأخذ بالرخصة , و هي المرأة , رغم أنها تحت الإكراه !

بل صمدت و جهرت بالحق بكل عزة و إباء ,

و أبى عليها إيمانها إلا أن تعلن احتقارها لرأسِ الكفر زعيمِ القوم , فبصقت في وجهه النجس ,

فما كان منه إلا أن استل حربته ليطعنها ..

ليُلقى بعدها جسدها الطاهر على صحراء مكة ,

بينما ارتفعت روحها الأطهر إلى حيث النعيم ...

رضي الله عنها و أرضاها .

فاجعلي منها قدوتك أخية ..

نالت الشرف قبل أن يناله الرجال ..

فلله درها !

فلا حرمنا الله أن نكون حفيدات لها , نسير على دربها ..

أختي في الله ..

هل تخشين الموت و سكرته , و شدة النزع و كربته ؟؟

" لا يجد الشهيد من مس القتل إلا كما يجد أحدكم من مس القرصة " !

فهل بعد هذا تخشين الإقدام , و لا تتمنين مثل هذه النهاية ؟

انتقال مريح جدا إلى العالم الآخر ,

دون ألم أو كرب .

نرى الشهيد أمامنا ممزقا , قد سال دمه و تقطع لحمه .. لكنه لا يجد من ألم كل هذا إلا كما القرصة - فاللهم لا تحرمنا الفضل -

تتساءلين مرة أخرى : كيف السبيل إلى الشهادة , و أنا المحصنة داخل بيتي , لا حول لي و لا استطاعة .

و لكني قبل أن أجيبك أقول لك :

أن الشهيد يا أخية يرى مقعده من الجنة مع أول دفعة من دمه ,,

و يجار من عذاب القبر ..

و يشفع في سبعين من أقاربه ..

و يأمن من الفزع الأكبر ,, يوم يفزع كل الناس ,,

لله در الشهيد ! رابط الجأش في الدنيا و الآخرة .

فأي كرامة هذه ! و أي فضل !

هل تعلمين أخية أن الشهيد يوم القيامة يتمنى أن يرجع إلى الدنيا – و ما من أحد له عند الله خير يتمنى الرجوع – ليقتل في سبيل الله عشر مرات لما يرى من الكرامة .

و لعلك سمعت الحبيب صلى الله عليه و سلم و هو يقول : " لوددت أن أغزو في سبيل الله فأقتل , ثم أغزو فأقتل , قم أغزو فأقتل "

فهو ما تمنى الغزو إلا ليقتل !

هلا دعونا الله بصدق أخية أن نكون ممن ينال الشرف !!

هلا أعددنا أنفسنا لشرف الاصطفاء !

هي حياة واحدة هنا أخية , فلم لا نكون فيها لله على أكمل وجه ؟

و ما دام الموت يقينا , فلم لا نغادر هذه الفانية على أحسن ما يكون الحال .. الشهادة ..

أختي الحبيبة ..

هذه كلمات من أخت لنا على الدرب , قد سبقت ,,

( ريم الرياشي ) , لم يتعد عمرها 22 عاما , و كانت أما لطفلين صغيرين , و لكنها استرخصت روحها في سبيل الله , لرفع راية الإسلام , و قالت في وصيتها :

" فهذه الشهادة في سبيل الله تمنيتها طويلا و انتظرتها كثيرا ..

فيالسعادتي و يالهنائي و يالفرحتي إن قبلت شهيدة عند الله تعالى , و الله إن قلبي يحمل الكثير من المشاعر المتداخلة , و لا أستطيع أن أسيطر عليها ,, فكأن فكري يحتل عقلي , و شعور يدخل قلبي , و كأن حلما جميلا يتملك جسدي , و كأن نبضات قلبي تقول : اللهم تقبلني عندك شهيدة .

و كم تمنيت و بالغت في أمنيتي أن يكون جسدي شظايا تمزق بني صهيون و أن أقرع بجماجم بني صهيون باب الجنة , و الله لو كسرتم عظامي , و لو قطعتموني فلن تستطيعوا أن تبددوا ديني و تمزقوا رايتي , و كم قلت لنفسي : أيتها النفس إن اليهود أعداء الله , املئي فيهم كل الحقد , و اجعلي من دمك طريقا سيري فيه إلى الجنة " ..

ختاما أخية :

احجزي لنفسك قنديلا من قناديل العرش ,,

و عيشي أيامك بشعور الشهيدة الحية ..

و تعاهدي قنديلك بالزيارة القلبية

حتى يكرمك الله بالرحيل ...

و إن كنت ما تزالين تتساءلين : كيف السبيل إلى الشهادة ؟

فلا أزيد على أن أقول :

من يصدق الله يصدقه

.
.

شكرا على الموضوع الجميل

العفووو ومرسي ع ردك الجميل نورت موضوعي